شعر جاهلي غزل عفيف لأكبر الشعراء
يعتبر الغزل هو أساس الشعر الجاهلي، فكان لا بد أن تكون كل قصيدة أن يكون بها غزل يعبر عن حب الشاعر لحبيبته، أو يقوم من خلاله بالقيام بوصف المرأة ومفاتنها، وكان الغزل من الأمور الضرورية التي يجب أن تكون متوفرة حتى لو لم يكن المقصد من الشعر هو الغزل، وهناك العديد من أهم الأشعار الخاصة بالغزل العفيف لمجموعة من أكبر الشعراء المتوفرين في العصر الجاهلي.
شعر جاهلي غزل عفيف لأكبر الشعراء
في العصر الجاهلي يوجد عدد كبير من الشعراء المميزين الذين قاموا بتقديم مجموعة رائعة ومختلفة من الأشعار المميزة الخاصة بالغزل العفيف، وفيما يلي يتوفر أهم الشعراء بشعر الغزل الرائع الذي قاموا بكتابته:
1ـ عنترة بن شداد
عنترة بن شداد واحد من أهم الشعراء الذين كانوا موجودين في العصر الجاهلي، فقد اشتهر عنترة بنوعين من الشعر إما شعر الفروسية وذلك لأنه كان واحد من أهم الفرسان الموجودين في هذا العصر، وشعر الغزل العفيف الذي كان يقوم بكتابته لمحبوبته عبلة، ومن أهم الأشعار التي قام بكتابتها هي:
فَيا لَيتَ أَنَّ الدَهرَ يُدني أَحِبَّتي
:::إِلَيَّ كَما يُدني إِلَيَّ مَصائِبي
وَلَيتَ خَيالًا مِنكِ يا عَبلَ طارِق
:::يَرى فَيضَ جَفني بِالدُموعِ السَواكِبِ
سَأَصبِرُ حَتّى تَطَّرِحني عَواذِلي
:::وَحَتّى يَضِجَّ الصَبرُ بَينَ جَوانِبي
مَقامُكِ في جَوِّ السَماءِ مَكانُهُ
:::وَباعي قَصيرٌ عَن نَوالِ الكَواكِبِ
2ـ امرؤ القيس
الشاعر امرؤ القيس من الشعراء المهمين الذين أتوا من قبيلة يمنية تدعى “كندة”، وكان من المعروف عن قيس منذ طفولته أنه طفل ذكي حاضر الذهن، ولقد نشأ في ترف، وكان يقوم بترديد العديد من الأشعار الخاصة به التي كانت تعبر عن حبه وولعه بالنساء، وكتب فيهم العديد من الأشعار المختلفة، والتي تتمثل في:
أَمِن ذِكرِ سَلمى إِذ نَأَتكَ تَنوصُ
:::فَتَقصِرُ عَنها خُطوَةً وَتَبوصُ
وَكَم دونَها مِن مَهمَهٍ وَمَفازَةٍ
:::وَكَم أَرضُ جَدبٍ دونَها وَلُصوصُ
تَراءَت لَنا يَومًا بِجَنبِ عُنَيزَةٍ
:::وَقَد حانَ مِنها رِحلَةٌ فَقُلوصُ
3ـ زهير بن أبي سلمى
يعتبر زهير واحد من أكبر الشعراء الذين كانوا موجودين في العصر الجاهلي، وله العديد من الأشعار المختلفة والمميزة التي تعبر عن رجاحة عقلة، وأنه لديه بصيرة قوية ويمتلك رأي حكيم، وتميز الشعر الخاص به بالغزل العفيف، ومن ضمن أشعاره هي:
أَمِن أُمِّ أَوفى دِمنَةٌ لَم تَكَلَّمِ
:::بِحَومانَةِ الدُرّاجِ فَالمُتَثَلَّمِ
وَدارٌ لَها بِالرَقمَتَينِ كَأَنَّها
:::مَراجِعُ وَشمٍ في نَواشِرِ مِعصَمِ
بِها العَينُ وَالأَرآمُ يَمشينَ خِلفَةً
:::وَأَطلاؤُها يَنهَضنَ مِن كُلِّ مَجثِمِ
وَقَفتُ بِها مِن بَعدِ عِشرينَ حِجَّةً
:::فَلَأيًا عَرَفتُ الدارَ بَعدَ التَوَهُّمِ
أَثافِيَّ سُفعًا في مُعَرَّسِ مِرجَلٍ
:::وَنُؤيًا كَجِذمِ الحَوضِ لَم يَتَثَلَّمِ
أنواع الغزل في الشعر الجاهلي
أنقسم الغزل في الشعر الجاهلي إلى العديد من الأنواع والتي توفرت بعدما انتشر الشعر الجاهلي، وتم القيام بتصنيفها على حسب ما يقوم الشاعر بقوله وفي أي سياق، وتتمثل هذه الأنواع فيما يلي:
1ـ غزل المطالع والمقدمات
ذلك النوع واحد من أنواع الغزل الشهيرة التي كان يتم الاستعانة بها، ويتميز هذا النوع بأهع يأتي في بداية مطلع القصيدة أيًا كان نوع هذه القصيدة حتى إن لم تكن قصيدة غزل، وتكون المقدمة طللية، وتأخذ بالأمثلة والشواهد الشعرية، وهناك عدد كبير من أصحاب المعلقات في العصر الجاهلي قاموا باعتماد هذا النوع من الغزل، وخاصة من أصحاب المعلقات ومن ضمنهم كان “عمرو بن كلثوم”، و”عنتره بن شداد”.
2ـ الغزل العفيف الشريف
ذلك النوع من الغزل كان يتميز بالعفة والطهارة، أيًا أنه كان من خلاله يتم القيام بالتغزل في النساء، ويستخدمه كل من أصاب الحب قلبه، ولكن اختلف شعراء الجاهلية في الطريقة الخاصة بهم للقيام بصياغة هذه المشاعر، والتعبير عن كل ما يدور في خواطرهم لكن بطريقة عفيفة لا يوجد بها أي خدش، ومن ضمن الشعراء الذين استخدموا هذا النوع من الشعر هم (زهير بن أبي سلمى، عنترة بن شداد).
يعتبر الغزل واحد من أهم المواضيع التي لا غنى عنها في أشعار الشعراء في العصر الجاهلي، فكان من اللازم أن يتم القيام بذكر المراة في القصيدة، فكان يتم القيام بوصف جمال وجهها وجسدها، وكان هناك الغزل العفيف والغزل الصريح، ولكل شاعر الطريقة الخاصة به والنوع المفضل له من الغزل.