فتاوى وأحكام

ما حكم قول اللهم لا اعتراض؟ دعاء اللطف في القدر ما هو؟

ما حكم قول اللهم لا اعتراض؟ دعاء اللطف في القدر ما هو؟ حيث إن المرء وقتما يتعرض إلى ابتلاءات عديدة في حياته يهرع إلى ربه مستغيثًا به بالدعاء، إلا أن هناك الكثير من الأدعية التي تلهج بها ألسنة معظم الناس دون أن يدركوا الحكم الشرعي لها، وعليه نوضح عبر موقع هلا سعودية حكم قول اللهم لا اعتراض.

ما حكم قول اللهم لا اعتراض

في وقت الابتلاء يُختبر دين المرء وثباته؛ هل يرضى بقضاء الله وقدره حتى لو جاء مخالفًا لأهوائه ورغباته أم يُبدي عليها سخطًا واعتراضًا، وهنا يتردد على ألسنة الكثير من الناس دعاء يظنون به أنهم يخرجون من دائرة السخط وهو؛ اللهم لا اعتراض.[1]

في هذا الصدد فلا بد من معرفة ما حكم اللهم لا اعتراض؛ وفي حقيقة الأمر أن معظم العلماء لم يُفتوا صراحةً أنه من الأدعية المحرمة، إلا أن هناك أدعية مُستحبة أكثر من هذا الدعاء، أو حتى الحمد وقت المصيبة سيكون أكثر الوسائل تعبيرًا عن الرضا عن الله.

دعاء اللطف في القدر ما هو

في إطار التعرف على ما حكم قول اللهم لا اعتراض فمن الضروري أيضًا أن نسلط الضوء على واحدٍ من أشهر الأدعية التي يكثر قولها وقت الابتلاء وهو؛ اللهم إنا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه.

فإن كثيرًا يقولون هذا الدعاء لنفس الهدف من دعاء اللهم اعتراض، وهم يظنون أنهم يخضعون لله ويرضون بأقداره حتى أنهم لا يسألونه أن يردّها عنهم، لكن تتمثل جلّ مطالبهم في اللطف الذي يعينهم به على المضي أمام هذا الابتلاء والخروج منه سالمين.

هل يجوز قول اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه

في صدد الحديث عن دعاء اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف من الجدير معرفة أن فئة كبيرة من الفقهاء أجمعت على أن هذا الدعاء غير جائز بالمرة، بل إنه يخالف أصول الدعاء التي سنّها الله.

على سبيل المثال قول “اللهم لا نسألك رد القضاء” يخالف الحديث النبوي “عن سلمان الفارسي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا يردُّ القضاءَ إلا الدعاءُ، و لا يزيدُ في العمرِ إلا البرُّ” [رواه: الترمذي].

فلقد شرّع الله عز وجل الدعاء وجعله من أجلّ العبادات التي يمكن أن يواجه بها المسلم ابتلاءه مهما كان صعبًا، وأجاز له أن يدعو برفع البلاء وكشف الضر عنه، بل إن تلك الأمور من الصفات التي كتبها الله على نفسه ويحب أن يتوسل به عباده إليه.

{أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ…} [سورة النمل: 62] يتبين من الآية الكريمة أن الله جلّ وعلا يمنّ على عباده أنه وحده من يجيب المضطرين ويكشف عنهم السوء، والإجابة هنا قد تكون جاءت لأكثر من سبب منها أن هذا المضطر دعا ربه أن يُنجيه من بلائه.

كل تلك الدلائل وغيرها الكثير جعلت علماء الدين يرون أن دعاء لا نسألك رد القضاء من الأدعية غير المُستحبة وهناك مجموعة منهم ذهبت إلى كونه محرمًا.

حكم الدعاء على النفس وقت البلاء

في سياق التعرف على أبرز الأدعية الدارجة بين الناس وقت البلاء وبعد أن عرضنا اثنين منها تُبين رغبة الداعي في إظهار عدم سخطه فعلى الجانب الآخر يوجد بعض الأشخاص بمجرد أن يقعوا في البلاء يدعون على أنفسهم.

الدعاء على النفس هنا بنسبة كبيرة يكون بالموت وذلك من باب أن المبتلى غير قادر على تحمل هذا البلاء، وهنا ذكر أهل العلم أن هذا الأمر حرامًا ونهى عنه الله ورسوله والأحرى هو الدعاء بتفريج الكرب، ومن الأدلة الحديث الآتي:

“عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم: لا تَدْعُوا علَى أَنْفُسِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا علَى أَوْلَادِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا علَى أَمْوَالِكُمْ، لا تُوَافِقُوا مِنَ اللهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ، فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ” [رواه: مسلمٍ].

هكذا نكون وصلنا إلى ختام مقالنا بعد أن أوضحنا ما حكم قول اللهم لا اعتراض؟ دعاء اللطف في القدر ما هو؟ والذي نرجو من ورائه أن يلمّ المسلم ببعض أساسيات دينه حتى لا يضع نفسه في موضع شبهات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى